هذا معتقدي في مشايخنا بالجزائر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
حثني بعض إخواننا الأفاضل بعد أن سمعوا أو بلغهم شيء من بعض الناس ممن يتهمونني بالحدادية أو أني أتكلم في مشايخ الجزائر
فأقول رماني بها ظلما وزورا أتباع العيد شريفي والمأربي في منطقتي ويتلقاها عنهم غيرهم ممن لا يعرف حالهم ولا يدرك فساد منهجهم وبعضهم ربما ترك العيد شريفي لكن لم يترك الغل والحقد الذي تمكن من قلبه فهؤلاء يناسبهم قول القائل

ما أنتَ بالحكمِ التُرْضى حكومتُه وَلَا الأَصيلِ ولا ذي الرَّأيِ والجدلِ

أما من زكاهم الشيخ العلامة ربيع ابن هادي المدخلي أطال الله عمره في الخير والعافية
وعلى رأسهم الشيخ الفاضل محمد علي فركوس حفظه الله والشيخ الفاضل عبد المجيد جمعة والشيخ الفاضل عبد الغني عوسات والشيخ الفاضل لزهر سنيقرة والشيخ الفاضل عزالدين رمضاني وغيرهم حفظهم ربي من كل سوء
فأقول وبالله التوفيق

أولا
المشايخ المذكورين أعلاه أعتقد فيهم ما قاله أعرف الناس بهم وهو الشيخ ربيع هادي المدخلي
فهم شيوخ السنة في الجزائر حقا ودعاة السنة صدقا نحبهم في ذات الله تعالى ونتعاون معهم على البر والتقوى وما فيه الخير والصلاح لهذه الأمة شعبا وحكومة فبلاد الجزائر تحتاج إلى الآلاف من أمثالهم والله أسأل أن ينفع بهم ويتمم علينا نعمه

ثانيا
أهل السنة لا يعتقدون العصمة في مشايخهم خلافا للشيعة الإمامية إذ أنهم يدعون العصمة لأئمتهم و خلافا لمن شابههم من الحدادية في هذا الباب من الذين لا يريدون إلا معصوما عن الخطأ والزلل وأما أهل السنة فيعلمون تماما أن الخطأ والزلل يدل على بشريتهم فلذا يدينون الله برد أخطائهم بالعلم والحلم مع حفظ كرامتهم ومنزلتهم ولو كان المخطئ قريب والمصيب بعيد فهم لا ينتصرون إلا للحق

لكن للأسف بعض الناس يلقي عليك وابلا من التهم ولربما بالحدادية إذا خالفت شيخه في ما تعتقد أنه أخطأ فيه مع موافقتك لشيخ سلفي آخر لا يقل عنه منزلة وهذا ليس من خلق طالب العلم
قال الزيلعي في الديباج المذهب
ما تحلى طالب العلم بأحسن من الإنصاف وترك التعصبأ

هــ

قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة في الفصل الثاني والعشرون عند هذه الآية {فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة213]

.....فمن هداه الله سبحانه إلى الأخذ بالحق حيث كان ومع من كان ولو كان مع من يبغضه ويعاديه ورد الباطل مع من كان ولو كان مع من يحبه ويواليه فهو ممن هدى لما اختلف فيه من الحق. فهذا أعلم الناس وأهداهم سبيلا وأقومهم قيلا وأهل هذا المسلك إذا اختلفوا فاختلافهم اختلاف رحمة وهدى يقر بعضهم بعضا عليه ويواليه ويناصره وهو داخل في باب التعاون والتناظر الذي لا يستغني عنه الناس في أمور دينهم ودنياهم بالتناظر والتشاور وإعمالهم الرأي وإجالتهم الفكر في الأسباب الموصلة إلى درك الصواب فيأتي كل منهم بما قدحه زناد فكره وأدركه قوة بصيرته فإذا قوبل بين الآراء المختلفة والأقاويل المتباينة وعرضت على الحاكم الذي لا يجور وهو كتاب الله وسنة رسوله وتجرد الناظر عن التعصب والحمية واستفرغ وسعه وقصد طاعة الله ورسوله فقل أن يخفى عليه الصواب من تلك الأقوال وما هو أقرب إليه والخطأ وما هو أقرب إليه فإن الأقوال المختلفة لا تخرج عن الصواب وما هو أقرب إليه والخطأ وما هو أقرب إليه ومراتب القرب والبعد متفاوتة.
أهــ

ثالثا
إن كان صدر مني سالفا عبارة لا تليق بهم وأخص بالذكر الشيخ الفاضل لزهر سنيقرة حفظه الله أيام حسن ظننا بفالح الحربي قبل كلام العلماء فيه فإني أستغفر الله منه وأتوب إليه
وقد غسلنا أيدينا من فالح و منهجه من يوم قرأنا للشيخ ربيع النصيحتين فتركته وتبرأت من منهجه من حينها قبل تجريحه
ونشرت ردود العلماء عليه ولله المنة وحده
ومن حينها فليس له عندي ــ أي لزهر سنيقرة ــ إلا التوقير والإحترام هو وباقي مشايخ الجزائر السلفيين حفظهم الله
بل أقولها صراحة لست على منهج فالح ولا على منهج الذين يتبرءون من شخص الحربي يمشون على طريقته مثل الحاجوريين ممن ابتلينا بهم هذه الأيام

وعلى هذا فالحدادية لا تقبلني عندهم فبيني وبينهم نفرة كبيرة

فأنصح من لطخنا بها بحفظ لسانه قبل فوات الأوان

وقد قيل

يصاب الفتى من عثرةٍ بلسانه وليس يصاب المرءُ من عثرةِ الرِّجْلِ
وعثرته من فِيهِ ترمي برأسه وعثرته في الرِّجلِ تبرا على مهل

هذا والله أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا وسلم
وكتب محبكم أبو جميل الرحمن طارق ابن أبي سعد الجزائري ثم البومرداسي
6 شوال 1432