كن سلفيا علي الجادة

كن سلفيا علي الجادة
أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدى الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له و أشهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
"يايها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا و انتم مسلمون "
"يايها الناس أتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها وبت منهما رجالا كثيرا ونساء وأتقوا الله الذى تسألون به و الارحام أن الله كان عليكم رقيبا "
"يايها الذين ءامنوا أتقوا الله وقولوا قولا سديدا*يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما"
ثم أما بعد :-
أذكرن ان ما ستتقدم كتابته هو ما قرأته من رسالة
{كن سلفيا علي الجادة }
للشيخ " عبد السلام بن سالم بن رجاء السحيمي- حفظه الله-"
إظهار مذهب السلف وبيان
موقفهم من أهل البدع
قال الرسول غ ((عليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، و تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم و محدثات الأمور؛ فأن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة )).
و قال غ في وصف الفرقة الناجية –و قد قيل له :من هي يا رسول الله ؟-:
((ما أنا عليه و أصحابي )).
وقال ابن مسعود رضى الله عنه (( من كان مستنّا فليستن بمن قد مات ، أولئك أصحاب مُحمد غ كانوا خير هذه الامة ، و أبرها قلوباً ، وأعمقها علماً ، و أقلهل تكلفاً ، قوم إختارهم الله لصحبة نبيه غ ، ونقل دينه ، فتشبهوا بأخلاقهم و طرائقهم ، فهم كانوا علي الهدى المستقيم ))
وقال الإمام أحمد :" أصول السنة عندنا : التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله غ و الاقتداء بِهم ، وترك البدع " .
وما زال أئمة السنة و علماؤها جيلاً بعد جيل يدعون إلي إتباع السلف الصاِلح و الاقتداء بِهم ، وسلوك طريقهم ، وما برح أهل السنة يستدلون علي دينهم و عقائدهم بِما جاء في الكتاب الله ، و بما صح عن رسول الله غ،فإن لم يجدوا فيهما فبما ثبت عن السلف الصالحين من الصحابةو التابعين ، و أتباع التابعين بالمعروف عنهم الإمامة في السنة .
قال ابن كثير في تفسير قوله تعالي :﴿ثُمَّ اسْــــتَوىَ عَلَى الْعَرْشِ﴾. الاعراف 54.
"فللناس في هذا مقالات كثيرة جدَّا ليس هذا موضع بسطها، وانما يسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح:مالك،والأوزعي،والثوري،والليث بن سعد،والشافعي،واحمد بن حنبل،واسحاق...".
وقال الامام ابن ابي العز الحنفي شارح الطحاوية:"وقد أحببت أن أشرحها سالكا طريق السلف في عباراتهم، وأنسج على منوالهم متطفلا عليم؛ لعلي أنضم في سلكهم، وأدخل في عدادهم".
وقال الامام الذهبي في مقدمة كتابه القيم"العلو للعلي الغفار":فان احببت يا عبدالله الانصاف؛فقف مع نصوص القرآن والسنن، ثم انظر ما قاله الصحابة والتابعون، وائمة التفسير في هذه الآيات،وما حكوه من مذاهب السلف،فاما ان تنطق بعلم، واما تسكت بحلم".

فقد احتاج أهل السنة الى بيان إظهار مذهب السلف الصالح الذين لا يشك أحد في أنهم أهل السنة المعروفون بها- احتاجوا إلي إظهار ذلك لما بزغت قرون أهل البدع والخلاف؛ فخرجت تلك الطوائف والفرق وكانوا- أى:أصحاب هذه الفرق-يرون أنهم على حق،وأنهم الفرقة الناجيه.

ويستدلون على أقوالهم ومذاهبهم بنصوص الكتاب والسنة، ينزلونها على آرائهم ، ويصرفونها عما دلت عليه ظواهرها،ويدعون أنهم متبعون للكتاب والسنة،وربما التبس الأمر على عامة الناس،فهنا احتاج الناس إلى إظهار مذهب السلف وبيانه؛ولذا كان أهل العلم من الأئمة حريصين على أن يبينوا أن ما ذكروه،وما قالوه من مسائل الاعتقاد هو قول من سبقهم من أئمة السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم؛ ليعلم أن ما خالف ذلك ليس هو من قولهم،و لا من هديهم، وأنه من أقوال أهل البدع والخلاف.

نور الإسلام